النحت الجنائزي التدمري من أقدم آثار تدمر الباقية – تموز نت – تموز نت

إن الكثرة الساحقة من المنحوتات التدمرية تدخل في فئة المنحوتات الجنائزية، ومصدرها الوحيد المدافن، وتتوزع في فئات ثلاث: التماثيل النصفية وهي بين التمثال النصفي والنقش البارز على لوح مثبت في واجهة القبور، وألواح مستطيلة عليها شخصان أو أكثر، وتحمل كل واحدة اسم المتوفى وسنه وعبارة وا أسفاه. أما الشيء الأكثر أهمية في النحت التدمري فهو السرير الجنائزي وعليه مشاهد من الوليمة الجنائزية، وكل سرير يتصدر المدفن أو جناحاً منه.
المدافن التدمرية
المدافن التدمرية مجال حلّق فيه الفن التدمري بعامة وفن العمارة خاصة. وقد اشتهرت المدافن التدمرية بحلولها المعمارية التي حققت الغاية من تشييدها، وأسبغت عليها جمالية لاتنكر، إذ صار المدفن أشبه بدارة أنيقة سكانها من منحوتات الحجر الناصع مجتمعون ومتجاورون، وعلى الأرائك متكئون في لقاء أبدي وفوقهم الأقواس المزهرة والأفاريز الأنيقة.
من أقدم نماذج المدافن التدمرية مدفن البرج، ومظهره الخارجي كالبرج المربع تماماً. ومدفن ايلابل، وهو بطوابق أربعة وبارتفاع يصل إلى عشرين متراً ويتسع لمئات من القبور.
وهناك النموذج المسمى المدفن البيت الذي ظهر في القرن الثاني الميلادي ومنه نماذج في وادي القبور، وفي نهاية الشارع الطويل. ومن أوضح نماذجه مدفن مارونا (المعروف باسم قصر الحية) في المقبرة الشمالية. ويكون المدفن البيت عادة فوق الأرض بطابق واحد فيه باحة متوسطة وحولها معازب الدفن.
أما النموذج الأكثر انتشاراً في تدمر هو المدفن الأرضي الذي يعود إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين.
الشواهد الجنائزية:
وتحظى الشواهد الجنائزية التدمرية بأهمية كبيرة لا لكونها نوعاً من الصروح الجنائزية فحسب بل لأنها من أقدم آثار تدمر الباقية اذ يعود اغلبها للقرن الأول الميلادي كما أن رموز تلك الشواهد ومعانيها تتعلق بعالم الموت والمفاهيم المرتبطة به ومن أجل ذلك صنفت إلى عدة مجموعات بحسب ما حملته من نقوش وتصاوير.
وعرفت الشواهد الجنائزية بالتدمرية باسم “نفش” وتعني الشخص أو الروح أي أن الشاهدة كانت تمثيلاً للشخص المدفون حيث كانت تغرس داخل مجموعة من القطع الحجرية الصغيرة تعلو القبر وعلى وجهها كتابة بالتدمرية تشير إلى الشخص المتوفى بينما نجد شواهد أخرى تحتوي الوليمة الجنائزية التي تظهر فيها الأسرة التدمرية بجميع أفرادها.
وبحسب وكالة سانا السورية فقد أوضح الآثاري الدكتور خليل الحريري أن طقوس دفن الموتى في تدمر كانت تراعي الحياة الأسرية فضمت المشاهد الجنائزية المنحوتة من الحجر مجموعة من أفراد عائلة الميت التي توضع أمام القبر أو فوق السرير الجنائزي.
أما أهم المكتشفات الاثرية بتدمر بهذا الخصوص فهي كما بين الحريري مشهد جنائزي لرجل تدمري متكئ يقف بجانبه شخصان آخران.
وأوضح الحريري أن اسم الرجل المتكئ في المشهد ايلابل بن تيما أما الشخصان الواقفان فالأول ابنه ايلابل والثاني خادمه المحرر من العبودية مبينا أن هذه المعلومات كشفتها الكتابة التدمرية المنقوشة فوق كتف كل منهما.
وأشار الحريري إلى أن عائلة ايلابل عائلة معروفة بتدمر ولهم مدفن ايلابل المؤسس عام 103 ميلادي كما تذكر النصوص التدمرية أن لهذه العائلة دورا كبيرا في بناء معبد نبو ومن خلال المنحوتة يتضح أن هذا الشخص كان أميرا أو قائدا عسكريا.
تموز نت

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


جميع الحقوق محفوظة لـ تموز نت 2019 tamuuz.net@gmail.com

source

ارسال
السلام عليكم
كيف يمكنني مساعدتك